من عمل فريق علمي منتمي لجامعة ابن طفيل… وكالة “ناسا” تتفاعل مع استكشاف نادر يعيد الحياة إلى بحيرة بالصحراء المغربية

من عمل فريق علمي منتمي لجامعة ابن طفيل… وكالة “ناسا” تتفاعل مع استكشاف نادر يعيد الحياة إلى بحيرة بالصحراء المغربية

تفاعلت وكالة “ناسا” الأمريكية مع اكتشاف علمي مهم قام به فريق بحثي من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، حيث قام الفريق برحلة استكشافية صعبة في عمق الصحراء المغربية، وذلك بعد تحليل صور الأقمار الصناعية، وخاصة القمر الصناعي “سنتينيل” الذي ساهمت صوره في رصد تجمعات المياه في البحيرة إريقي التاريخية.

شهدت منطقة المغرب الشرقي في الفترة الأخيرة أمطارًا غزيرة واستثنائية، مما أثر بشكل خاص على المناطق المرتبطة بفم زكيد، زاكورة، وسلسلة جبال باني. فهذه الأمطار لم تكن مجرد حدث جوي عابر، بل كانت سببًا في إحياء بحيرة إريقي التي تقع جنوب جبال باني بين إقليمي زاكورة وطاطا. ويعتبر هذا الاكتشاف العلمي أن امتلاء هذه البحيرة بالمياه من جديد حدث بيئي نادر يحمل أهمية علمية كبيرة، بعد أن جفت منذ أكثر من 50 عامًا نتيجة التصحر وقلة التساقطات المطرية وزحف رمال الصحراء.

صور أولية من تحليل صور القمر الصناعي سنتيل

وفي إطار توثيق هذه الظاهرة الطبيعية النادرة، قام فريق بحثي من جامعة ابن طفيل يتكون من عدد من الباحثين المختصين في الجغرافيا والبيئة برحلة استكشافية إلى بحيرة إريقي، في فريق تكون من عادل مومن وطارق باحوق عن شعبة الجغرافيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكذا رحمون الغفيري عن جمعية أصدقاء البيئة زاكورة، ومحمد ياسين عن جمعية أفق زاكورة.

ونقلا عن تدوينة لعادل مومن حول الرحلة، قال: ” الرحلة لم تكن سهلة، فقد اضطر الفريق لعبور مسارات صعبة تضمنت وديانًا مملوءة بمياه الأمطار وسيولًا تملأ السبخات، مما جعل الوصول إلى البحيرة تحديًا كبيرًا “.

وأضاف عادل في ذات التدوينة: ” كان اكتشاف وجود المياه في بحيرة إريقي قبل انطلاق الرحلة نتيجة تحليل صور الأقمار الصناعية، وخاصة القمر الصناعي “سنتينيل” الذي ساهمت صوره في رصد تجمعات المياه في البحيرة بشكل دقيق. أظهرت هذه الصور بيانات واضحة تؤكد امتلاء البحيرة بالمياه بعد الأمطار الغزيرة، مما شجع فريق البحث على التوجه إلى المنطقة لتأكيد هذه الملاحظات على أرض الواقع “.

وبعد نشر خبر عودة بحيرة إريقي إلى الحياة من طرف فريق بحثي من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أكدت وكالة الأبحاث الفضائية الأمريكية “ناسا/NASA” هذا الخبر، وذلك عبر بحث في صور للأقمار الصناعية الخاصة بها.

صورة مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا بواسطة ميكالا جاريسون، باستخدام بيانات MODIS من NASA EOSDIS LANCE وGIBS/Worldview

ففي حديثها عن الاستكشاف الرسمي وصفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، أكدت “ناسا” أن قمرها الصناعي “تيرا” التقط مياه الفيضانات وبعض البحيرات الصحراوية؛ والتي عادة ما تكون جافة، حيث تظهر مليئة بالمياه في 10 شتنبر 2024. إذ أظهر التحليل الأولي للأقمار الصناعية للحدث تراكمات هطول أمطار تصل إلى 200 مليمتر وأكثر في المناطق المتضررة، وهو ما يعادل تقريبًا ما تتلقاه المنطقة في عام واحد.

ويندرج هذا الاكتشاف العلمي في إطار تفاعل جامعة ابن طفيل مع توصيات الأمم المتحدة حول أهداف التنمية المستدامة، حيث أن ظهور هذه البحيرة بعد جفاف طويل يعيد الحديث مرة أخرى مع ما طرحه تقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بدورة عام 2023، والذي أشار في الغاية 6-6 من ضمن الهدف 6، أن مساحة الكتل المائية الســـطحية، بما في ذلك البحيرات والأنهار والخزانات، تتغير بسرعة في جميع أنحاء الكوكب أكمله، حيث شـــــهد حوض واحد من كل خمســـــة أحواض نهرية تقلبا عالية في المياه السطحية (أي فوق المستويات الطبيعية) خلال السنوات الخمس الماضية.

My Assistant
I am Salma, your orientation assistant at Ibn Tofail University.
Start Chat
UIT Assistant